Posted by: salemarabic | April 24, 2008

لماذا لا يضرم أحدهم النار في العالم

الأعمال الأدبية العربية الحالية زبالة لا تستحق القراءة، وباستخدامي لأكثر الكلمات العامية ظرافة ” زبالة ” فأنا أعني أنها قمامة فكرية لا تستحق أن نحشوا عقولنا برائحتها العفنة.  على كل حال، مات من كان يكتب للمجتمع، وبقي المتخلفون بأصابعهم تطبع كلمات جوفاء مغموسه بالرذيله والجنس الرخيص وأفكار عشوائية لا تتحدى العقل ولا تزيده إتساعا ، وإنما تضيقه كخيط حذاء بال يشد على طرفي الحذاء ويصيب القدم – أو العقل هنا – بعطب لا شفاء منه.

العالم بات مليئا بالبشر المتخلفين، على الرغم من تعليمهم العالي وشهاداتهم المطوية بعناية ، أو المعلقة على جدران مكاتبهم، فخرا بها ، أو حتى لإخفاء فتحة ما تركتها عمليات تصليح المواسير في الغرفة. التعليم في العالم بات مأساة، مدارات من الحفظ وفراغ ينهش العقول الشابه ويدفعها إلى الإبتعاد عن الثقافة. كتب مدرسية، تصلح أوراقها للمراحيض ليس أكثر، ومدرسين هم من طبقات المجتمع الدنيا بمعاشات تطير في نصف الشهر تاركة هذا المدرس التعيس رجلا بائسا عكر المزاج، لا يتوانى عن رفع يده ومدها على طلابه المساكين، مروحا عن نفسه قليلا بذلك الإحساس اللذيذ الذي يناله بعد صفع أحد طلبته المساكين.

مدرس مجنون، مناهج تعيسة، مدارس هي أشبه ما يكون بمكنات التفريخ وعالم كالرحى ينتظر الطلاب المتخرجين من هذه الفوضى الفكرية ليطحنهم كحب القمح ويصنع منهم رغيفه اليومي من التعاسه. التعساء وحدهم من يصنعون عالما تعيسا. كيف نتوقع عالما أفضل إذا ما كان التعليم بسوء الحليب الفاسد الذي يباع في الأسواق على أنه طازج ، ونحن نتكرعه بلا حساب . على العموم، إذا كنت تبحث عن التفاؤل في هذا التدوين، فأنت بالأحرى في المكان الخاطيء.

بعد التعليم، تأتي الوظيفة ، وهي كارثة بحد ذاتها، ومن بعدها يأتي الزواج، تلك الجنة المحروقة التي لا ينبت الزرع فيها. كل ذلك ينتج أجيالا مريضة نفسيا ، تفسد العالم وتجعله مكانا أشبه ما يكون بغرفة مغلقة يملأها دخان السجائر.

هناك فسحة من الأمل، فعلى الرغم من هذه العقد النفسية التي يتركها التعليم والثقافة الغائبة والصراع الفكري السائد في المجتمع والفشل الشخصي الذي يعاني منه أبناء مجتمعنا الخليجي الحبيب، هناك أشخاص باستطاعتهم تعديل ما اعوج ، وطلاء تلك القروح في جسد العالم بشيء من البلسم . العالم لن يتغير إلى الأفضل ، فهذه إستحالة، ولكن من الممكن أن تتغير عوالمنا الشخصية لنعيش نحن بصورة أفضل .


Leave a comment

Categories